قوات الدعم السريع السودان تحفر خندقا حول دلدكو جنوب كردفان

Read this story in English W460

بدأت قوات الدعم السريع 2 السودانية تحفر خندقا حول دلدكو تحسبا لهجوم من قبل متمردي الحركة الشعبية شمال السودان، في هذه المنطقة التي بدأ فيها موسم الامطار.

وبعد يومين من سيطرة القوات التابعة لجهاز الامن والمخابرات على المنطقة الاستراتيجية الواقعة على بعد عشرين كلم شرق كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، تبدو القوات في حالة استعداد لاحتمال قيام متمردي الحركة الشعبية شمال السودان بهجوم معاكس.

وتبني قوات الدعم السريع دفاعاتها بين الاشجار التي اصبحت خضراء مع بدء موسم الامطار.

وفي خطوة نادرة، سمح جهاز الامن والمخابرات الثلاثاء للصحافيين بزيارة جنوب كردفان حيث تفرض قيود على التحركات اليها .

ويقاتل المتمردون الذين ينتمون في غالبهم الي اثنية النوبة الافريقية، الحكومة في المنطقة منذ اكثر من ثلاث سنوات في حرب تقول الامم المتحدة ان اكثر من مليون شخص تاثروا بها.

ويأتي ذلك فيما تتهم قوات الدعم السريع المنتشرة ايضا في في دارفور، بارتكاب انتهاكات. فقد اتهم تقرير قدمه الامين العام لامم المتحدة بان كي مون في نيسان الماضي هذه القوات بالهجوم على قرى المدنيين في الاقليم الواقع غرب السودان واحراقها.

لكن جهاز الامن السوداني اعتقل الزعيم المعارض الصادق المهدي بعد اطلاقه اتهامات مماثلة.

ويتولى جهاز الامن مسؤولية قوات الدعم السريع بعيدا عن القوات المسلحة السودانية. وقال زميل معهد الوادي المتصدع للدراسات مجدي الجزولي ان اعتقال الصادق المهدي "يعكس الدور القوي الذي يلعبه جهاز الامن"، موضحا ان "لديه مخاوف على ما يبدو من ان يكون ضحية لاي ترتيبات سياسية في المستقبل".

وعطل اعتقال المهدي حوارا انتقاليا بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والاحزاب السياسية الاخرى يهدف الى حل الازمات السياسية والاقتصادية للسودان الذي يعاني من الحرب.

وقال الجزولي ان "جهاز الامن والمخابرات يواجه تحدي ان يقدم نفسه كقوة قادرة على القتال من اجل تحقيق طموحاته من المصالحة السياسية وهي القدرة التي يتمتع بها الجيش سلفا".

وانتشر اكثر من الف مقاتل في قوات جهاز الامن ببزاتهم القتالية في منطقة دلدكو التي تمتد حوالي ثلاثة كيلومترات وبجانبهم دبابات ومختلف انواع المدفعية، بما في ذلك المدافع المضادة للطائرات وانواع مختلف من البنادق.

وقال القائد الميداني لقوات الدعم السريع 2، العقيد حسين جبر الدار للصحافيين في دلدكو ان "هذه منطقة استراتيجية للمتمردين وهي التهديد الامني الرئيسي لمدينة كادقلي. كما انها مهمة لان كل امداد المتمردين يمر عبرها وبسيطرتنا عليها اوقفنا ذلك".

وقال احد الجنود لوكالة فرانس برس ان دلدكو وميري بره الواقعة غرب كادقلي وسيطر عليها الجيش السوداني الخميس الماضي، تستخدمان بواسطة الحركة الشعبية شمال السودان في اعمال القصف المدفعي والصاروخي على كادقلي.

واكد والي ولاية جنوب كردفان ادم الفكي للصحافيين "الان ليس هناك قصف على مدينة كادقلي وهذا يعني ان كادقلي هادئة". لكن احد صحافيي فرانس برس سمع اصوات مدافع وصواريخ مساء الاثنين الماضي تطلقها القوات الحكومية باتجاه المتمردين.

وقال الوالي "خسرنا على مدى اسبوع ثمانية وسبعين شهيدا من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة"، في حصيلة من النادر ان يقدمها مسؤول سوداني حول قتلى القوات التابعة للحكومة.

وكانت الامم المتحدة قالت الخميس الماضي ان "ارتفاع حدة القتال في الولاية ادى الى سقوط اعداد من الضحايا في صفوف المدنيين ونزوح العديد من المدنيين".

ويأتي تصاعد القتال بعد تعليق جولة مفاوضات بين الحكومة والمتمردين على ان تستأنف نهاية ايار/مايو الجاري.

واكد المتحدث باسم الحركة الشعبية شمال السودان ارنو لودي في رسالة الكترونية استمرار القتال في منطقة دلدكو التي فشلت القوات الحكومية في السيطرة عليها مرتين في 2012.

وتاسست قوات الدعم السريع المجموعة الاولى في غالبها من القبائل العربية في دارفور. لكن المجموعة الثانية من قوات الدعم السريع تكونت من سكان جنوب كردفان، حسب مسؤول سوداني.

وقال اللواء عبد الحفيظ احمد البشير قائد قوات الدعم السريع 2 "لم يأتوا من مالي او النيجر كما تثار الاتهامات"، مشيرا الى ان قوات الدعم السريع 2 اكملت تدربيها وعادت الى كادقلي قبل عشرة ايام لتبدأ اولى عملياتها في دلدكو.

وتستغرق الرحلة بالسيارة على طريق ترابي غير ممهد من كادقلي الى دلدكو تسعين دقيقة. وعلى الطريق، لا سكان مدنيين بل معسكرين للجيش السوداني على جانبيه.

وفي عاصمة الولاية كادقلي تتولى سيارات بعضها من الشرطة واحيانا من جهاز الامن واخرى من الجيش تحمل مدافع، حماية المباني الحكومية.

لكن السوق الرئيسي للمدينة يبقى مفتوحات حتى الساعة 23,00 بينما تسير في طرقات المدينة الحافلات الصغيرة وسيارات الاجرة وعربات الركشة (عربات الاجرة بثلاث عجلات) لنقل السكان. وفي المساء يجلس الناس خارج منازلهم لتبادل الاحاديث.

ولم يعرب السكان عن شكاوى من قوات الدعم السريع 2 التي مرت بالمدينة قبل وقت قليل.

وعلى الرغم من اعتياد سكان كادقلي على اجواء الحرب، فهم يؤكدون "كفايه حرب كفايه حرب". وقال احدهم ويدعى آدم خميس (53 علما) "تعبنا من الحرب نريد السلام".

التعليقات 0