جنبلاط حول "الثورة السورية": تأييدنا مستمر لها الا اننا نرفض اي تعاون مع اسرائيل

أكد رئيس حزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تأييده "المستمر" للثورة السورية، الا انه اعرب عن ادانته "لاستدعاء أي عامل اسرائيلي حول تعاون أمني واستخباراتي من قبل بعض جهات في الثورة".

وقال جنبلاط في حديثه الاسبوعي لصحيفة الانباء الصادرة عن الحزب: "كنّا ولا نزال إلى جانب الشعب السوري مع إندلاع الثورة السوريّة منذ نحو ثلاثة أعوام ونيّف، ومع إنطلاق المظاهرات الشعبيّة السلميّة المطالبة بالحريّة والديمقراطيّة والكرامة، ولا نزال إلى جانب هذه الحقوق المشروعة ضد الظلم والديكتاتوريّة والقمع".

واوضح "لو أن الثورة قد تشوّهت بشكل كبير بفعل العنف الدامي الذي مارسه النظام، من جهة، وبفعل غياب أي سياسة دعم واضحة من قبل المجموعة المسمّاة "أصدقاء سوري" ممّا أتاح المجال لدخول العديد من عناصر التعقيد على الثورة بهدف حرفها عن مسارها الأساسي، من جهة أخرى"

وإذ أكد أن تأييده "للثورة السوريّة قائم ومستمر"، رفض جنبلاط ودان "أي إستدعاء للعامل الاسرائيلي كما تسرّبت بعض المعلومات حول تعاون أمني أو إستخباري من قبل بعض الجهات في الثورة التي أصبحت بمثابة قاعدة إرتكاز للاستخبارات الاسرائيليّة".

وعليه، رأى جنبلاط أن "هذه مسألة في غاية الخطورة وتناقض كل المسار التاريخي لسوريا عربيّة ووطنيّة، وتعطل إمكانيّة قيام سوريا تعدديّة متنوعة عروبيّة"، معتبرا أنه "من المحتمل جداً أن تعجّل في دفع سوريا نحو التفتيت أو التقسيم كما كان الحال في لبنان خلال الحرب الأهليّة والاحتلال الاسرائيلي لاجزاء واسعة من أراضيه".

وأضاف: " وما مشروع الجدار الطيّب الذي تسعى لتنفيذه إسرائيل الآن في سوريا إلا نسخة عن مشروعها القديم في لبنان الذي كان مدخلاً للاجتياح الاسرائيلي"، سائلا: "فأين مصلحة الثورة السوريّة في ذلك".

وقال "ان التدخل الاسرائيلي المباشر، معطوفاً على العديد من العوامل المماثلة الأخرى من حيث التدخلات الاقليميّة والدوليّة إنما يعيدنا إلى ذاك الكتاب الشهير الذي وضعه الكاتب الراحل باتريك سيل في منتصف القرن الماضي حول الصراع على سوريا".

ولفت الى أن "كل الأحداث الدامية المتلاحقة في سوريا تذكرني بما قاله لي الراحل الكبير العماد حكمت الشهابي قبل أسابيع قليلة من وفاته"، مستذكرا ما قاله له ان "سوريا التي عرفناها يا وليد لن تعود".

وأردف: "كم كان العماد حكمت يملك من حكمة وبعد نظر ومعرفة وخبر"ة

وتطرق جنبلاط في حديثه الى الانتخابات الرئاسية في سوريا والتي ترشح فيها 26 شخصا وتم قبول ا ثلاثة من بينهم الرئيس السوري بشار الاسد، واصفا اياها "بالـ "مسرحية فوق اشلاء السوريين وعلى أطلال المدن والقرى السوريّة المدمرة".

وتابع: " فليست سوى مسرحيّة ثقيلة ستكون نتائجها دامية كما كانت السنوات الثلاث المنصرمة."

وفي هذا السياق، ناشد جنبلاط " الائتلاف الوطني السوري وسائر الجهات الوطنيّة في المعارضة السوريّة بإتخاذ موقف حازم وحاسم من هذا التطور الخطير ".

وحذر أنه "يحوّل مسار الثورة ويضرب التضحيات الكبرى التي أدتها منذ إندلاعها ولغاية اليوم ويعرّض مسيرتها لمزيد من التشويه والتعثر ويعطي النظام ذرائع إضافيّة لاعادة الاعتبار لمنطق ولغة التخوين".

وخلص جنبلاط الى القول "السكوت عن تطور كهذا غير مبرر وغير مقبول على الاطلاق".

م.ن