الامم المتحدة تتعهد بمنع تكرار مذابح رواندا في جنوب السودان
Read this story in Englishتعهد كبار مسؤولي الامم المتحدة الاربعاء ببذل اقصى جهودهم لمنع تحول النزاع في جنوب السودان الذي ياخذ طابعا قبليا الى حرب ابادة وحذروا قادة الطرفين من انهم سيتحملون المسؤولية في حال حصول مجاعة في البلاد.
واكد المستشار الخاص للامم المتحدة لمنع الابادة اداما دينغ الاربعاء في جوبا ان الامم المتحدة لن تسمح بتكرار الابادة التي شهدتها رواندا في 1994 في جنوب السودان الذي يشهد منذ اربعة اشهر نزاعا عنيفا ارتكبت خلاله مذابح على اساس قبلي.
وقال اداما دينغ امام صحافيين في جوبا "للناجين من المجزرة نتعهد باتخاذ كل الاجراءات الممكنة لحماية السكان من تكرار ما حصل في رواندا، ولا شيء يبرر عدم التحرك".
واضاف دينغ الذي كان من اعضاء محكمة الجزاء الدولية الخاصة برواندا "من الواضح ان النزاع يتخذ منحى خطيرا والمدنيون يستهدفون بشكل متعمد على اساس انتمائهم القبلي والانتماء السياسي".
وقال اداما دينغ في ختام زيارة لجنوب السودان ان "التحريض على الكراهية" وارتكاب مجازر "على اساس اتني" في جنوب السودان تثير المخاوف من ان "يتجه هذه النزاع الى مواجهات عنيفة خطيرة يصعب السيطرة عليها". واضاف ان "الامين العام بان كي مون يشعر بقلق شديد وسيتحرك لتفادي تكرار ما حدث في رواندا في اي مكان اخر في هذه القارة".
وقتل الالاف في المعارك الدامية المستمرة منذ اربعة اشهر والتي ارغم فيها اكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم.
واضاف دينغ "ادعو الجميع سكان جنوب السودان والقادة والاسرة الاقليمية والدولية الى اتخاذ اجراءات فورية من اجل وقف العنف وتحمل مسؤوليتنا الجماعية لحماية السكان في جنوب السودان من حصول مجازر وجرائم حرب والتطهير الاتني والجرائم ضد الانسانية".
وتعرضت قواعد قوات الامم المتحدة لهجمات ويواجه عناصر بعثة الامم المتحدة صعوبات لاحتواء اعمال العنف.
واضاف دينغ ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "قلق للغاية وسيعمل على التاكد من عدم تكرار ما حصل في رواندا في اي مكان اخر من هذه القارة"، قائلا ان "العالم يراقبنا".
واختتم دينغ مع مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي صباح الاربعاء زيارة استغرقت يومين الى جنوب السودان اجتمعا خلالها مع الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي تخوض قواته منذ منتصف كانون الاول معارك مع القوات النظامية.
من جهتها حذرت بيلاي قادة جنوب السودان من انهم سيعتبرون مسؤولين إذا تحول "الخطر الحقيقي" بحصول مجاعة امرا واقعا، مع تنامي السخط العالمي من ارتكاب فظاعات.
وصرحت بيلاي ان اكثر من تسعة الاف طفل تم تجنيدهم من قبل الجانبين في المعارك الدامية المستمرة منذ اربعة اشهر بين جيش جنوب السودان وحركة تمرد بقيادة مشار.
وقالت بيلاي "صدمتني اللامبالاة الظاهرة حيال خطر المجاعة الذي أبداه كلا القائدين. لم يبدوا متأثرين كثيرا بالجوع وسوء التغذية المنتشرين على نطاق واسع بين مئات الالاف من أبناء شعبهم، بسبب فشلهما شخصيا في حل خلافاتهما سلميا".
واضافت "اذا حصلت المجاعة في وقت لاحق من العام وهو ما تخشاه منظمات الإغاثة الانسانية الى حد كبير فان المسؤولية تقع بالتساوي على قادة البلاد الذين وافقوا على وقف اعمال العنف في كانون الثاني لكنهم فشلوا بالالتزام بالاتفاق واكتفوا بتبادل اللوم".
من جانب اخر، قالت بيلاي ان 32 مدرسة هي في ايدي قوات من الطرفين و20 مركزا طبيا تعرضت لهجمات فيما تم اغتصاب نساء وفتيات او خطفهن فيما قتل اطفال في مذابح ارتكبت بحق مدنيين من جانب الجيش وقوات مشار على حد سواء.
وتساءلت "الى اي حد سيتفاقم هذا الامر قبل ان يقرر من يمكنهم انهاء هذا النزاع وخصوصا الرئيس كير ومشار القيام بذلك".