الفلسطينيون غير اسفين لموت شارون وكانوا يأملون محاكمته قبل موته
Read this story in Englishلم يخف قياديون فلسطينيون السبت ارتياحهم لوفاة ارييل شارون، واعرب البعض منهم عن الاسف لعدم التمكن من محاكمته قبل موته، في حين تساءل البعض الاخر عن امكانية القيام بذلك حتى بعد موته.
وارتبط اسم ارييل شارون، بالعديد من المناسبات المؤلمة للشعب الفلسطيني، كما قال مسؤولون فلسطينيون.
واعتبر نائب امين سر حركة فتح جبريل الرجوب في حديث لوكالة فرانس برس ان ارييل شارون "كان مجرما بحق الشعب الفلسطيني وقاتلا، والمسؤول عن قتل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ".
وشكلت زيارة شارون التاريخية للمسجد الاقصى في العام 2000، الشرارة التي ادت الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي وصفت ب" الانتفاضة المسلحة".
وتابع الرجوب "كنا نتمنى ان تتم محاكمته امام محكمة دولية بسبب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وقياداته".
وقاد شارون الجيش الاسرائيلي في اجتياح مدن الضفة الغربية، عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، التي اطلق عليها الجيش الاسرائيلي اسم عملية " السور الواقي". وكان الرجوب حينها قائدا لجهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية.
وتابع الرجوب" ان شارون اسس لشبكة الارهاب الرسمي ضد شعبنا وهو بطل جرائم الارهاب الرسمي الاسرائيلي في مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982".
واضاف "ان شارون مسؤول عن قتل عرفات وابو علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس ومحاولة قتل خالد مشعل رئيس حركة حماس والعديد من القادة الفلسطينيين والعرب ".
وقاد شارون حملة عسكرية شهيرة اجتاح فيها الجيش الاسرائيلي مخيم جنين في الضفة الغربية، وحضر شخصيا في مروحية عسكرية للاشراف الميداني على العملية، في نيسان/ ابريل من العام 2003.
وقتل خلال العملية عشرات الفلسطينيين، وهدمت احياء كبيرة من المخيم، ولا تزال آثار الهدم ظاهرة فيه حتى اليوم.
وقال جمال حويل، احد المقاتلين الفلسطينيين الذين شاركوا في التصدي لعملية الاجتياح الاسرائيلي للمخيم في تلك الفترة "شارون هدم المخيم وقتل ابناءنا ونساءنا واطفالنا، ونحن سعيدون جدا ان يكون مات قهرا عندما هزم في معركة المخيم لانه لم يستطع القضاء على المقاومة".
واضاف " تاريخه اسود بالجرائم وتاريخه مكتوب بدماء الفلسطينيين الذين قتلهم، وستبقى دماؤنا لعنة تلاحقه في قبره، ونحن مصرون على ملاحقة كل من شاركه في مجزرة مخيم جنين".
وقال حويل، الذي بات عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني "شارون قتل السلام وقتل حل الدولتين بقتله لرمز الشعب الفلسطيني ياسر عرفات، الذي كان يريد سلام الشجعان".
وارتبط اسم شارون في الذاكرة الفلسطينية، بمجزرة مخيم صبرا وشاتيلا في لبنان في العام 1982، والتي قتل فيها مئات الفلسطينيين.
واصدرت مؤسسة هيومان رايت ووتش الدولية بيانا اعربت فيه عن اسفها لرحيل شارون دون محاكمته ومواجهة العدالة على مجزرة صبرا وشاتيلا.
وقال القيادي في حركة فتح سلطان ابو العينين، الذي كان قائدا عسكريا في منظمة التحرير عام 1982، " شارون مجرم حرب وقاتل، وكان شريكا مباشرا في اكثر من مجزرة نفذت بحق الفلسطينيين، بدءا من مجزرتي دير ياسين وقبيا، مرورا بمجزرة صبرا وشاتيلا، وصولا الى جريمته الاخيرة بقتل ياسر عرفات".
وقال ابو العينين لوكالة فرانس برس "كنت اتمنى ان يأتي يوم نحاكم فيه شارون امام محكمة دولية، ولكن طالما انه اصبح اليوم خارج الحياة فلا اسف على موته وموت امثاله من القتلة والمجرمين الذين لا زالت جرائمهم ماثلة في دمنا حتى اليوم".
واشار ابو العينين الى انه رغم موت شارون " فانه من حق الضحية مواصلة العمل لمقاضاة قاتلها حتى ولو كان ميتا".
وكان الجيش الاسرائيلي اغتال الزعيم التاريخي لحماس الشيخ احمد ياسين في العام 2004 بأمر من شارون.
وارغم شارون عندما كان وزيرا للدفاع على الاستقالة بعد تحميله من جانب لجنة تحقيق اسرائيلية "مسؤولية غير مباشرة" لكن شخصية عن المجازر التي راح ضحيتها مئات المدنيين الفلسطينيين ونفذتها عناصر من ميليشيا مسيحية لبنانية في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982.
وحتى وفاته في تشرين الثاني 2004 بعد حصاره في مقر الرئاسة الفلسطينية من جانب الدبابات الاسرائيلية منذ كانون الاول 2001، تلقى ياسر عرفات تهديدات عدة من شارون، ما اثار شكوكا في امكان ان يكون توفي مسموما، وهو ما نفته اسرائيل باستمرار.
واتخذ شارون قرارا احاديا بالانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة واخلاء المستوطنات فيها في العام 2005، دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية.
واعلنت حركة المقاومة الاسلامية حماس السبت ان وفاة شارون "لحظة تاريخية" للشعب الفلسطيني، ووصفته ب"المجرم القاتل".
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس ان "شعبنا الفلسطيني يعيش لحظات تاريخية برحيل هذا المجرم القاتل الذي تلطخت ايديه بدماء شعبنا الفلسطيني وقياداته".
واضاف ابو زهري ان "وفاة شارون بعد ثمانية اعوام من الغيبوبة تعتبر آية من ايات الله وعبرة لكل الطواغيت".