القوات الاميركية الخاصة تشن غارتين في الصومال وليبيا

Read this story in English W460

شنت القوات الاميركية الخاصة غارتين جسورتين احداهما في الصومال والاخرى في ليبيا مستهدفة اثنين من القادة الاسلاميين المشتبه بقيامهما بعمليات ارهابية، والقت القبض على ابو انس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة بحسب مسؤولين في واشنطن.

واكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جورج ليتل في وقت متأخر ليل السبت في واشنطن ان القوات الخاصة الاميركية القت القبض على ابو انس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة والمطلوب للولايات المتحدة لدوره في التفجيرين اللذين استهدفا سفارتيها في نيروبي ودار السلام في 1998.

وقال المتحدث باسم البنتاغون في بيان انه "اثر عملية اميركية لمكافحة الارهاب فان ابو انس الليبي هو الان محتجز بشكل قانوني لدى الجيش الاميركي في مكان آمن خارج ليبيا".

وفي وقت سابق من مساء السبت اكد المتحدث نفسه غارة اخرى نفذت هذه المرة في الصومال واستهدفت اسلاميا اخر ينتمي الى حركة الشباب الاسلامية الصومالية المتطرفة.

وقال هذا المتحدث لوكالة فرانس برس مساء السبت "بوسعي ان اؤكد انه بالامس، في الرابع من تشرين الاول، نفذ عسكريون اميركيون عملية لمكافحة الارهاب ضد ارهابي معروف في حركة الشباب".

لكن لم يكن بوسع المتحدث التأكيد ما اذا كان هذا القيادي في حركة الشباب الذي لم تكشف هويته، قتل ام القي القبض عليه او انه نجا من غارة القوات الخاصة.

وفي ليبيا تمكنت القوات الاميركية من وحدات النخبة في البحرية بحسب صحيفة نيويورك تايمز من اعتقال الليبي لتنهي بذلك مسلسلا من المطاردة استمر اكثر من 15 عاما.

وابو انس الليبي واسمه الحقيقي نزيه عبد الحميد نبيه الراجعي (49 عاما) كان ينتمي الى "الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة" قبل ان ينضم الى صفوف تنظيم القاعدة.

ويعتبر من كبار المطلوبين الذين يلاحقهم مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الذي عرض مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القاء القبض عليه. ويتهمه القضاء الاميركي لدوره في تفجيري تنزانيا وكينيا في 1998، وقد يتم نقله الى الولايات المتحدة.

وفي الصومال نفذت العملية لالقاء القبض على قائد في حركة الشباب الاسلامية التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة "مهم جدا" كما قال مسؤول في واشنطن موضحا انه لم يصب اي عسكري اميركي خلال الهجوم.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول اميركي اخر ان هذا القيادي في الشباب قتل على الارجح لكن القوات الخاصة الاميركية اضطرت للانسحاب قبل ان تتمكن من التأكد من مقتله.

وهذه الغارة هي اكبر عملية عسكرية اميركية تنفذ على الاراضي الصومالية منذ اربع سنوات حين قتلت قوة كومندوس اميركية القيادي الكبير في تنظيم القاعدة صالح علي صالح النبهان.

وتأتي بعد اسبوعين من الهجوم الذي تبنته حركة الشباب على مركز ويست غيت التجاري في نيروبي واسفر عن سقوط 67 قتيلا على الاقل.

واكدت حركة الشباب من جهتها انها تعرضت ليل الجمعة السبت لهجوم من القوات الخاصة البريطانية والتركية استهدف قواعدها الهامة في مرفأ برواي الصومالي (جنوب) الذي ما زالوا يسيطرون عليه. لكن لندن سارعت مساء السبت في نفي اي دور لها في هذه العملية.

وقال القيادي المحلي محمد ابو سليمان لوكالة فرانس برس ان "اعداء الله حاولوا مجددا مفاجأة قيادات المجاهدين بهجوم في وقت متأخر من الليل باستخدام مروحية عسكرية لكنهم اخفقوا ولقناهم درسا".

وتابع "وقع تبادل اطلاق نار (...) وكان المهاجمون غربيين"، رافضا توضيح هدف الهجوم.

كذلك قال الناطق باسم الشباب عبد العزيز ابو مصعب ان الهجوم "نفذه بريطانيون واتراك" نزلوا في زورق الى الشاطىء، من دون ان يعلن اي دليل على صحة اتهاماته. واشار الناطق الى سقوط قتيل في صفوف الشباب و"العديد من الضحايا" في صفوف القوات الاجنبية.

وروى ان "العملية الفاشلة قام بها بيض كانوا على متن زورقين انطلقا من مركب في البحر (...) وقتل حارس من الشباب لكن التعزيزات وصلت بسرعة ففر الاجانب".

وتحدث شهود عيان من جهتهم عن تبادل كثيف لاطلاق النار خلال الليل.

وقال شاهد طلب عدم كشف هويته "ايقظني ازيز مروحية تحوم حول الحي وبعض دقائق سمعت طلقات نارية استمرت حوالى عشر دقائق".

واضاف "لا اعلم ما جرى تحديدا لكنه كان هجوما منظما استهدف منزلا فيه قياديو الشباب".

وقال مقيم اخر يدعى محمد نون "هذا الصباح لم يكن من الممكن الاقتراب من مكان الهجوم لان الشباب المدججين بالسلاح طوقوا المنطقة".

وقد مني مقاتلو الشباب بنكسات عسكرية في وسط وجنوب الصومال خلال السنتين الاخيرتين كبدها اياهم الجيش الاثيوبي وقوة الاتحاد الافريقي (اميصوم) التي تساهم فيها كينيا المجاورة، ويتدخل الجيش الاثيوبي وقوات اميصوم لدعم قوات مقديشو الضعيفة.

لكن الاسلاميين التابعين للقاعدة ما زالوا يسيطرون على اجزاء واسعة من المناطق الريفية. وتقع مدينة براوي على بعد حوالى 180 كلم جنوب العاصمة الصومالية مقديشو. وهي من المرافىء النادرة التي ما زالت تحت سيطرة الاسلاميين.

وشنت قوات غربية خاصة عدة عمليات في الصومال في الماضي خصوصا بهدف تحرير رهائن محتجزين لدى الاسلاميين او القراصنة.

وفي كانون الثاني 2013 فشلت عملية كومندوس فرنسية في تحرير الرهينة دوني اليكس عميل الاستخبارات الفرنسية الخارجية. وقد قتل دوني اليكس وهو اسم مستعار على الارجح على يد خاطفيه قبل العملية كما قتل عنصر من الكومندوس اثناء العملية.

وفي كانون الثاني 2012 افرج جنود النخبة في البحرية الاميركية عن عاملين في المجال الانساني، اميركية ودنماركي، في عملية كومندوس قاموا بها قبل بزوغ الفجر في منطقة هوبيو (وسط) التي تستخدم معقلا للقراصنة الصوماليين.

والصومال تعيش على وقع حرب اهلية وحالة من الفوضى منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991.

التعليقات 0