دول عربية عدة تدعم جهود واشنطن لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" وكيري يغادر إلى الشرق الأوسط
Read this story in Englishاعربت دول عربية عدة عن تاييدها لجهود واشنطن لتشكيل تحالف واسع للتصدي للاسلاميين المتشددين الذين يقاتلون في العراق وسوريا مع توجه وزير الخارجية جون كيري الى الشرق الاوسط لحشد الجهود.
ومن المقرر ان تستضيف السعودية الخميس محادثات بين كيري ووزراء 10 دول عربية اضافة الى تركيا من اجل القيام بعمل مشترك ضد تنظيم "الدولة الاسلامية".
وبالفعل غادر كيري صباح الثلاثاء ليصل الاربعاء الى العاصمة الاردنية على ان يتوجه منها الى جدة التي يزورها ليومين ويلتقي فيها نظراءه في العراق والاردن ومصر وتركيا ودول مجلس التعاون الخليجي الست، اي السعودية والكويت وقطر والامارات والبحرين وسلطنة عمان.
وجاءت هذه الخطوات فيما اعلنت بريطانيا ارسال شحنات بقيمة مليوني يورو (2,6 مليون دولار) الى القوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.
ويتزامن وصول كيري الاربعاء مع الكلمة المنتظرة التي سيلقيها الرئيس الاميركي باراك اوباما والتي وعد بان يحدد فيها استراتيجيته لالحاق الهزيمة بالمقاتلين المتطرفين الذين ارتكبوا مجموعة من الفظائع صدمت العالم.
لكن الحملة العسكرية التي يشنها الجيش العراقي لاستعادة المناطق التي خسرها في شمال وغرب العراق في حزيران الماضي تواجه صعوبات وكذلك جهود الولايات المتحدة لاشراك الحكومات السنية في القتال ضد الاسلاميين، بسبب السياسات الطائفية في المنطقة.
فالعلاقة بين السعودية ودول الخليج الاخرى من جهة والحكومة الشيعية في بغداد من جهة اخرى متوترة بشكل كبير حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب في تقدم الاسلاميين.
ولكن وزراء خارجية هذه الدول سيشاركون في المحادثات التي ستجري الخميس في مدينة جدة اضافة الى وزراء خارجية كل من مصر والاردن ولبنان وتركيا والعراق.
وسيناقش الوزراء "موضوع الإرهاب في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته"، بحسب وكالة الانباء السعودية.
اما الجامعة العربية التي امتنعت حتى الان عن دعم الضربات الجوية الاميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق علنا، فقد اعربت عن تاييدها للقتال ضد التنظيم.
ودعا الامين العام للجامعة نبيل العربي الثلاثاء الى "حشد الجهود العربية والدولية" لدعم العراق في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية عشية اجتماع وزاري عربي اميركي لبحث التحالف الدولي ضد هذا التنظيم.
وتعهد كيري قبل زيارته للمنطقة باقامة "اوسع تحالف ممكن من الشركاء في العالم لمواجهة واضعاف والحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية".
واضاف "كل بلد له دور يلعبه في القضاء على تهديد الدولة الاسلامية والشر الذي تمثله".
وستغيب عن اجتماع جدة سوريا الغارقة منذ ثلاث سنوات ونصف سنة في نزاع عسكري بين النظام ومسلحي المعارضة التي تدعمها العديد من الدول المشاركة في الاجتماع، بالاضافة الى حليفتها ايران.
واستغل تنظيم الدولة الاسلامية النزاع في سوريا للاستيلاء على مساحات شاسعة شمال شرق البلاد بعد قتال مع القوات النظامية والمجموعات المسلحة الاخرى اضافة الى الاكراد.
وتعتبر دمشق نفسها الجهة الرئيسية التي تقاتل ضد الاسلاميين، الا ان واشنطن استبعدت اي تعاون معها خشية استعداء الاغلبية السنية في سوريا.
وسخر الاعلام السوري من القرار الاميركي استبعاد دمشق من التحالف.
وقالت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات الثلاثاء ان "نسقا دولياً وإقليمياً يستبعد محاربي الإرهاب الحقيقيين، ويلهث وراء دول قدمت للمجموعات الإرهابية الدعم المالي واللوجستي والتدريب والتسليح، (...) هو، في الواقع، ليس أكثر من إعادة هيكلة للنفوذ الأميركي في المنطقة".
وتخشى سوريا ان تتضمن الجهود للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية شن غارات جوية على اراضيها بدون اذنها.
وبدات واشنطن شن ضربات جوية ضد التنظيم في العراق في الثامن من اب وشنت منذ ذلك الوقت نحو 150 غارة على اهداف التنظيم.
وامتنع اوباما حتى الان عن السماح بشن غارات جوية ضد التنظيم الاسلامي في سوريا، الا انه وعد بالاعلان عن استراتيجية شاملة ضد التنظيم في العراق وسوريا من المقرر ان يكشفها في كلمة الاربعاء.
من جهته، وصل الموفد الدولي ستافان دي ميستورا بعد ظهر الثلاثاء الى دمشق في اول زيارة له الى سوريا منذ تكليفه من الامين العام للامم المتحدة محاولة ايجاد حل للازمة السورية.
وبعد اشهر من الخلافات، تمكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من تشكيل حكومة جديدة الاثنين قالت واشنطن انها "يمكن ان توحد جميع اطياف المجتمع العراقي".
ووصف كيري تشكيل الحكومة الجديدة بانه "خطوة مهمة" في الجهود لابعاد الاقلية السنية عن "الدولة الاسلامية".
ورحبت ايران كذلك بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. واعربت عن املها في ان يساعد التغيير في بغداد في وقف تقدم "الدولة الاسلامية".
واكد نائب وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان "ان ايران تدعم الحكومة العراقية بقيادة حيدر العبادي".
واضاف "حان الوقت كي تساعد دول المنطقة الحكومة العراقية على تجفيف منابع الارهاب في هذا البلد".
والواقع ان الحكومة الجديدة لا تمثل التغيير الكبير الذي ترغب به واشنطن، اذ انه لا يزال يهيمن عليها سياسيون من الاغلبية الشيعية، بينما يتولى الاكراد عددا من الوزارات اقل من عددها في الحكومة السابقة، كما يتولى السنة وزارات اقل اهمية نسبيا.
وكان الكردي فؤاد معصوم تولى رئاسة البلاد في تموز الماضي.
وارجأ العبادي شغل وزارتي الداخلية والدفاع حتى الاسبوع المقبل.